علامات على الطريق-شريان الأمل!!!

Posted on

يحيى رباحصحوت يوم أمس من إحباطي الشديد الناجم عن جمود الوضع السياسي القائم حول الانقسام الذي ينخر في عظامنا، ويشوه صورتنا، ويدّمر مشروعنا الوطني!!! على موعد جميل مع مجموعة من الشباب من الجنسين، خريجين جدد من الجامعات في غزة،او في السنوات النهائية، أسسوا بمبادرة ذاتية جمعية أهلية أطلقوا عليها اسم “شريان الأمل”.
هؤلاء الشباب، كنت قد تعرفت على بعضهم عندما كانوا ما زالوا على مقاعد الدراسة في جامعاتهم، وكنت أراهم يشاركون في فعاليات طلابية وثقافية، وبرغم أن الانقسام طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، قد غادر العناوين السياسية، وهبط إلى أدق تفاصيل حياتنا اليومية، وانتشر كالسرطان يهاجم الخلايا الحية في جسدنا الوطني!!! ولكن روح المقاومة لهذا الانقسام تنتشر وتعبر عن نفسها بأشكال متعددة كنت قد أشرت إليها من قبل، مثل انتشار ظاهرة الإطارات الثقافية التي تحتوي أعداداً محدودة من النخب الثقافية، تلتقي لتبحث عن أفق جديد غير هذه الحالة من التآكل التي تصيبنا دون توقف!!! ولكننا ونحن نبحث ونمحص ونستقرئ، نصل إلى نتيجة مفادها أنه لا أمل في الخروج من هذه الحالة المزرية سوى عن طريق اختراق يقوم به جيل الشباب!!! ليس جيل الشباب الافتراضي الذي يتم الحديث عنه كثيراً، ولكن جيل الشباب الحقيقي، جيل بعزيمة جديدة، ورؤية جديدة، وطريقة جديدة في التعبير عن الانتماء وأسلوب جديد في الاحتكاك مع الواقع غير تلك الأساليب التي تكرر نفسها حتى الموت.
تهتم شريان الأمل: بأوضاع الخريجين، وبالشباب الذين انهوا دراستهم الثانوية ولم يدخلوا الجامعة لأسباب اقتصادية او غيرها، وتأهيلهم لمحاولات أخرى!!! كما تهتم بعلاج الأطفال الذين يعانون من بعض الاضطرابات عن طريق التصوير، وهو برنامج جديد غير مسبوق في بلادنا، كما يعطون اهتماماً بالأيتام ليس على طريق الشائعة التي تسخط أولئك الأيتام أكثر وأكثر من خلال برامج الإغاثة الغذائية، وإنما عن طريق التوسع في معرفة احتياجاتهم الاجتماعية والنفسية.
الشباب الذين التقيتهم في هذه الجمعية يستحقون الاهتمام، ويستحقون إدراجهم في محاولاتنا للخروج من النفق المظلم الذي نحاول الخروج منه منذ سنوات دون نجاح كبير، فهؤلاء الشباب هم شريحة زاخرة بالقوة، وصدق الانخراط في الواقع والمعاناة منه، وهم أولاً وأخيراً الذين يحظر هذا الواقع على مستقبلهم ويحيله إلى المجهول!!! وبالتالي فإن الأمل معلق عليهم في إحداث الاختراق المطلوب، وكسر القوقعة الفولاذية، وكسر دائرة الشيطان.
ادعو كافة الهيئات الفكرية والثقافية إلى التبشير بالأجيال الشابة في بلادنا، وإفساح أكبر قدر من الأمل أمامهم، وعدم التكاثر كالطحالب الميتة في طريقهم لمنعهم من إحداث التغير المطلوب.
هذا الانقسام هو اخطر مرض أصيبت به الجماعة الوطنية الفلسطينية، إنه انقسام ولد أصلاً من رحم الاحتلال الإسرائيلي الشاذ والبغيض، وضخت فيه أطراف عديدة أقصى درجات كراهيتها للشعب الفلسطيني وخوفها من مشروعه الوطني، ثم جاءت بعض الأطراف الفلسطينية تحت عناوين مختلفة، دعاوِ مختلفة، ورهانات بائسة، لتصوره كما لو أنه إنجاز كبير، بينما هو سقوط مدوي!!! ولتدعي أنه تعبير عن الممانعة بينما هو عبادة بالمطلق لآلهة الأعداء.
تعالوا نعلن الثقة بأجيالنا الشابة الحقيقية، ونساعدها على الإفلات من جاذبية الشر الذي يحيط بمشروعنا الوطني،صورتنا التي رسمها عشرات من الآلاف من المناضلين والمؤسسين والشهداء، ثم جاءت يد هذا الانقسام الشيطاني ليعيد رسمها بألوان سوداء قاتمة، وتهويمات شيطانية، والتواءات العجز الكامل.
تحية لأجيال الشباب وهي تحاول وتحاول لأن المحاولة هي عبقرية الأمل.
Yehia_rabah2009@yahoo.com
Yhya_rabah@hotmail.com

أضف تعليق